أخبار وتقارير

البيض يرفض الگذب على الشعب مرة ثانية

المستقلة خاص ليمنات

يعتبر الكثير من أبناء الجنوب أن علي سالم البيض هو المسؤول عن الحالة المتدهورة التي وصل إليها الوضع في الجنوب ويلقون عليه باللائمة لأنه هو من دفع بالبلاد إلى وحدة غير مدروسة في عام 1990م ويؤكد هؤلاء أن علي سالم البيض قد اكتشف ذلك بنفسه لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان ويدللون على ذلك بإقدامه على الاعتكاف المتكرر خلال السنوات التي تلت الوحدة وقبل أن تندلع حرب 1994 المشؤومة،

كما يستدلون على هذه الحقيقة بالقناعات التي وصل إليها البيض آنداك واعلانه مراراً قبل الحرب أنه لن يكذب على شعبه مرة ثانية ما يعني أن ذهابه إلى الوحدة كانت في نظره كذبة بطريقة أو بأخرى وإن كانت غير مقصودة ..

وقد وفى البيض منذ ذلك الحين بوعده لشعب الجنوب ومضى في طريقه محاولاً تصحيح ذلك الخطأ الذي وقع فيه حسب رأيه والذي خاض من أجله الحرب عام 1994م..

والآن يواصل العمل من أجل ذلك فرغم تبدل وتغير وتراجع آراء الكثيرين من قيادة الجنوب واقتناع البعض بحلول وسطية.. إلاّ أن البيض استمر على موقفه المبني على قناعة فشل الوحدة مع سلطات صنعاء وهذه القناعة جاءت بناء على تجربة فعلية ربما لا يدركها غيره من قيادات الجنوب وكأن لسان حاله يقول: ليس من رأى كمن سمع.

البيض يرى اليوم أن إنقاذ الجنوب أولوية سياسية وهذا الانقاذ لن يكون إلاّ برفع الظلم وهذا الظلم أساسه سلطة صنعاء التي حولت الجنوب الآمن المستقر إلى أرض للقتل والحرب والعصابات المسلحة ودمرت مؤسساته الادارية والاقتصادية وسرحت ابناءه من الوظائف المدنية والعسكرية، وسلمت ثرواته النفطية والبحرية والسياحية لغير أبناء الجنوب ..

ومثلما قال البيض قبل عشرين سنة بأنه لن يكذب على شعبه مرة ثانية قالها الآن في الذكرى التاسعة عشرة لإعلان فك الارتباط بأنه لا يمكن أن يقبل بأي حلول أخرى تنتقص من حق الجنوب كدولة وأن أي حوار أوتفاوض يجب أن يكون ودياً بين ممثلي دولتين وهذا ما قاله لمبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر ولكل من حاول زحزحة البيض عن موقفه الذي يراه البعض بأنه متشدد..

وقد عبر البيض لكل المبعوثين أن شعب الجنوب شعب سلمي لا يميل إلى العنف والارهاب..وأكد أن العنف والارهاب يستخدم ضد أبناء الجنوب منذ دخولهم مع الشمال في وحدة عام 1990م.

وقداستهدفت في ذلك الحين قيادات وكوادر جنوبية كثيرة تعد من خيرة أبناء الجنوب وإلى اليوم مازال استهداف رموز الجنوب متواصلاً وليس آخرها اغتيال الثلاثة الطيارين الجنوبيين في قاعدة العند دفعة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى